هنا .. وهناك
حديقة يانعة ..
ودوائر خّلفها السحاب ..
وعبق المطر ..
استيقظت مشاكستي ..
فخلعت حذائي وصرت أصنع بقدمي رسوما في الماء..
ورشقات عاليه..
كعلو فرحي ..
ولم أبالي بشكوى ثوبي من البلل ..
سمعت صوته خلفي يداعبه المزاح :
(( هيه.. ماذا تفعلين ؟.. ))
جمعت حفنة ماء وفاجأته بها قائلة :
(( أرقص للحديقة .. بعد المطر ))
بدأت الهرب من خطواته السريعة
وسرعان ما أمسك بي .. وشد خصلة من شعري
وهتف :
(( هاقد بللتني .. سأعاقبك يا مشاكسة ))
زار جسدي فيضان شعور ليس خوفا من العقاب
بل من وقع اقترابه ..
ولم أعي سوى أن الورود تفتحت على شفتي ..
فتنهدت بين ذراعيه ساهمة وقلت :
(( أتحبني ؟..))
أجاب دافنا ملامحه بين شعري المتناثر بجنون في أصابعه :
(( يلجمني جمالك ..وتتبدل حولي الأجواء بألوان قزح ..
وينساني الوعي فأغيب في واحة ملامح ..))
ثم داعب جبيني ببلسم محموم ..
فسألته :
(( أتحبني ؟..))
أطلق نفحات متيمة بوجل وأجاب :
(( وكأنك المحراب ..أقيم فيه صلاة الفرح
وأتشبع فيه طهر الشعور ..))
ثم قطف من جفنيّ القبل ..
فرددت من جديد :
(( أتحبني ؟..))
أفاق الاشتياق بوجهه وتمتم بوله :
(( مرفأ الأحلام أنتِ ..
وداعة الطفولة أرصفتك ..
و فنر الأنوثة فيك يتوهج ..
تقبعين في فتنة ملامح
من خصلة شعر ..
إلى ابهام قدم ..
عيناكِ..
لي الحياة..
ملجأ لأشعاري ..
فيها أحكي العجب ..
ومنها أذيب شموع الغزل ..
عيناكِ ..
حرير القصص ..
ونعومة الندى على أوراق الزهور ..
كالسوسن في السَحَر ..
عيناكِ..
ألحان الغروب ..
وسجى الأفق ..
ودلال القمر..
حين تتغنى به كل الشعوب ..
عيناكِ….))
وضعت إصبعا على شفته
وتمتمت هائمة :
(( سألتك كل مرة ..
أتحبني ؟..
ولم تجب .. ))